أفشوا السلام بينكم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا . أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم " . رواه مسلم .
أفاد الحديث :
أن دخول الجنة لا يكون إلاّ بالإيمان ، وأن الإيمان لا يكمل إلاّ أن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه . وأن السلام من أول أسباب التآلف ، وأنه مفتاح استجلاب المودة ،وفي إفشائه تتمكن ألفة المسلمين ، وفي بذله إظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل ، وإلقاء السلام سنة ، ورده فرض ، وصيغته المشروعة : ألسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ولا ينوب عنها صيغة أخرى من صيغ التحية ، كصباح الخير وغيرها ..
لا يقتصر الإيمان على مجرد التصديق القلبي المجرد عن العمل الصالح ، كما أفاد قوله عليه الصلاة والسلام " ولا تؤمنوا حتى تحابوا " .
هذا الحديث الجميل معظمنا يعرفه والكثير يحفظه ويردده في المناسبات والمواعظ والخطب ، ولكني في ذلك اليوم اكتشفت أنني كنت مقصراً في فهم وتطبيق هذا الحديث الشريف على النحو الدقيق والعميق وكما ينبغي ..
حدث ذلك معي منذ أيام قليلة بعد أن انتهينا من صلاة الفجر وسمعنا كلمة طيبة من أحد الأخوة الدعاة حول تحصيل التقوى في هذا الشهر الكريم ثم قمنا منطلقين كل إلى وجهته وكالعادة فكنت كلما التقيت أحداً من أهل المسجد اسلم عليه وأبتسم بوجهه وأحياناً نتبادل بعض الأحاديث وهكذا.. إلاّ أن القصة بدأت حين سلمت على رجل طيب أراه دائماً في المسجد وأحياناً نصلي جنباً إلى جنب وأسلم عليه بتحية الإسلام كلما قابلته وأبتسم في وجهه الخ.. فقال لي : يا أخي سامحني أريد أسألك بعض الأسئلة فقلت له : تفضل .
قال : أتعرفني ؟
تلكأت قليلاً قبل أن أجيب على سؤاله لعلي أفهم جيداً ماذا يقصد . ثم قلت له نعم أراك دائماً في المسجد ونصلي سوياً و... قاطعني قائلاً : ليس هذا ما أسألك عنه .ثم كرر السؤال : أتعرفني ؟
أتعرف من أكون ما هو إسمي ومن أي عائلة أنا وأمور من هذا القبيل ؟
قلت له سامحني فأنا آسف لأني لا أعرفك على هذا النحو .
فتبسم وقال : سمعتك مرة تلقي كلمة جميلة وتحدثت فيها عن الحب في الله وعن إفشاء السلام ثم ذكر لي الحديث ( لا تؤمنوا حتى تحابوا ..) طبعاً بالمعنى كما يفهمه ، ويا ليتني كنت أفهم الحديث كما يفهمه هو لأنه كما قال لي أنا رجل لست متعلماً مثلكم ولكني أسأل كثيراً وأحاول تطبيق ما أتعلم . أضاف النبي صلى الله عليه وسلم يقول لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا ثم وصف لنا الطريقة التي نتحابب فيها وهي إفشاء السلام . طيب نحن نسلم على بعض كلما التقينا ونقف في الصلاة صفاً واحداً كالملائكة حين تصطف أمام ربها ولكن أنا عندما أموت وكلنا سوف يموت فلو قرأت اسمي على لوحة الإعلانات أن فلاناً توفاه الله هل ستعرفني أنني أنا فلان أم أنك ستقول رحمه الله وتدعو لي دون أن تعرفني وسيقال لك فلان كان يصلي معنا ويبدؤون يصفوني لك كي تتذكرني !
أليس هذا ما يحدث غالباً ؟
طأطأت رأسي من شدةالخجل من نفسي ومنه ثم قلت له معك حق والله أنا مقصر جداً لأنني لم أسعى للتعرف عليك حق المعرفة فقاطعني مرة ثانية قائلاً: هل تعرف أنه تربطنا قرابة ؟
فبدت علي علامات الدهشة ولم أستطع التعليق .
فقال : نحن أبناء عم ..
نعم فأنا من نفس العائلة التي أنت منها وبدأ يسلسل لي شجرة العائلة وبين لي أننا نرجع لجدين أبناء عم . فقلت : والله لم أكن أعرف هذه التفاصيل على كل سامحني لتقصيري في التعرف عليك مرة أخرى . فقال لي : يا ابن العم ليس هذا هو افشاء السلام الذي أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنه لنا . ليس مجرد أن أقول لشخص ما أراه يومياً السلام عليكم . هذا جيد مع من تراه في الطريق أثناء مرورك السريع ، أما مع من تراه يومياً فهذا لا يكفي .. من الضروري أن نتعارف على الأقل نحن المصلين أهل الحي الواحد فإذا تعارفنا تآلفنا وتحاببنا في الله حينئذن ندخل الجنة..
أولا ادلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ...
أخوكم المحب في الله
الأحد في 19 رمضان 1428ه الموافق 30 سبتمبر 2007
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا . أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم " . رواه مسلم .
أفاد الحديث :
أن دخول الجنة لا يكون إلاّ بالإيمان ، وأن الإيمان لا يكمل إلاّ أن يحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه . وأن السلام من أول أسباب التآلف ، وأنه مفتاح استجلاب المودة ،وفي إفشائه تتمكن ألفة المسلمين ، وفي بذله إظهار شعارهم المميز لهم من غيرهم من أهل الملل ، وإلقاء السلام سنة ، ورده فرض ، وصيغته المشروعة : ألسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ولا ينوب عنها صيغة أخرى من صيغ التحية ، كصباح الخير وغيرها ..
لا يقتصر الإيمان على مجرد التصديق القلبي المجرد عن العمل الصالح ، كما أفاد قوله عليه الصلاة والسلام " ولا تؤمنوا حتى تحابوا " .
هذا الحديث الجميل معظمنا يعرفه والكثير يحفظه ويردده في المناسبات والمواعظ والخطب ، ولكني في ذلك اليوم اكتشفت أنني كنت مقصراً في فهم وتطبيق هذا الحديث الشريف على النحو الدقيق والعميق وكما ينبغي ..
حدث ذلك معي منذ أيام قليلة بعد أن انتهينا من صلاة الفجر وسمعنا كلمة طيبة من أحد الأخوة الدعاة حول تحصيل التقوى في هذا الشهر الكريم ثم قمنا منطلقين كل إلى وجهته وكالعادة فكنت كلما التقيت أحداً من أهل المسجد اسلم عليه وأبتسم بوجهه وأحياناً نتبادل بعض الأحاديث وهكذا.. إلاّ أن القصة بدأت حين سلمت على رجل طيب أراه دائماً في المسجد وأحياناً نصلي جنباً إلى جنب وأسلم عليه بتحية الإسلام كلما قابلته وأبتسم في وجهه الخ.. فقال لي : يا أخي سامحني أريد أسألك بعض الأسئلة فقلت له : تفضل .
قال : أتعرفني ؟
تلكأت قليلاً قبل أن أجيب على سؤاله لعلي أفهم جيداً ماذا يقصد . ثم قلت له نعم أراك دائماً في المسجد ونصلي سوياً و... قاطعني قائلاً : ليس هذا ما أسألك عنه .ثم كرر السؤال : أتعرفني ؟
أتعرف من أكون ما هو إسمي ومن أي عائلة أنا وأمور من هذا القبيل ؟
قلت له سامحني فأنا آسف لأني لا أعرفك على هذا النحو .
فتبسم وقال : سمعتك مرة تلقي كلمة جميلة وتحدثت فيها عن الحب في الله وعن إفشاء السلام ثم ذكر لي الحديث ( لا تؤمنوا حتى تحابوا ..) طبعاً بالمعنى كما يفهمه ، ويا ليتني كنت أفهم الحديث كما يفهمه هو لأنه كما قال لي أنا رجل لست متعلماً مثلكم ولكني أسأل كثيراً وأحاول تطبيق ما أتعلم . أضاف النبي صلى الله عليه وسلم يقول لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا ثم وصف لنا الطريقة التي نتحابب فيها وهي إفشاء السلام . طيب نحن نسلم على بعض كلما التقينا ونقف في الصلاة صفاً واحداً كالملائكة حين تصطف أمام ربها ولكن أنا عندما أموت وكلنا سوف يموت فلو قرأت اسمي على لوحة الإعلانات أن فلاناً توفاه الله هل ستعرفني أنني أنا فلان أم أنك ستقول رحمه الله وتدعو لي دون أن تعرفني وسيقال لك فلان كان يصلي معنا ويبدؤون يصفوني لك كي تتذكرني !
أليس هذا ما يحدث غالباً ؟
طأطأت رأسي من شدةالخجل من نفسي ومنه ثم قلت له معك حق والله أنا مقصر جداً لأنني لم أسعى للتعرف عليك حق المعرفة فقاطعني مرة ثانية قائلاً: هل تعرف أنه تربطنا قرابة ؟
فبدت علي علامات الدهشة ولم أستطع التعليق .
فقال : نحن أبناء عم ..
نعم فأنا من نفس العائلة التي أنت منها وبدأ يسلسل لي شجرة العائلة وبين لي أننا نرجع لجدين أبناء عم . فقلت : والله لم أكن أعرف هذه التفاصيل على كل سامحني لتقصيري في التعرف عليك مرة أخرى . فقال لي : يا ابن العم ليس هذا هو افشاء السلام الذي أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنه لنا . ليس مجرد أن أقول لشخص ما أراه يومياً السلام عليكم . هذا جيد مع من تراه في الطريق أثناء مرورك السريع ، أما مع من تراه يومياً فهذا لا يكفي .. من الضروري أن نتعارف على الأقل نحن المصلين أهل الحي الواحد فإذا تعارفنا تآلفنا وتحاببنا في الله حينئذن ندخل الجنة..
أولا ادلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ...
أخوكم المحب في الله
الأحد في 19 رمضان 1428ه الموافق 30 سبتمبر 2007