هناك اغذية جيدة للصحة وأخرى مدمرة لها، وهذه الأخيرة تنتمي إليها ثلاثة تعد الأشهر بينها، هل عرفتم ما هي؟ انها السكر والملح والمشروبات الغازية التي تحمل في طياتها الكثير من الأضرار التي تترك بصماتها هنا وهناك في انحاء الجسم المختلفة.
السكر
ان استهلاك الناس للسكر آخذ في الاستفحال سنة بعد اخرى، فمثلاً قبل الحرب العالمية الثانية كان عصير الليمونادة يحتوي على 60 غراماً من السكر في الليتر الواحد، اما في ايامنا هذه فالكمية قفزت الى الضعف، وهناك من الأدلة ما يشير الى ان استهلاك السكر زاد بمعدل خمسة اضعاف ما كان عليه في العام 1900.
ان مساوئ السكر كثيرة والفاتورة التي يدفعها الإنسان لقاء استهتاره في اكله ثقيلة وطويلة، فالسكر «يقصف» الأعمار بتقصيره فترة الحياة، كما انه يؤدي الى نقص البروتينات لأنه يقف حجر عثرة امام استعمالها وامتثالها وامتصاصها فيزيولوجياً.
والسكر يعتبر الشرارة التي تفتح الطريق امام ارتفاع شحوم الدم، كالكوليسترول والغليسيريدات الثلاثية، الأمر الذي يقود الى تكدسها وتراكمها في الأوعية الدموية مسببة تضييقها وانسدادها.
والسكر يؤثر على النمو فالتجارب التي أنجزت على الحيوانات في المختبر جاءت ناطقة في هذا المجال، اذ قل معدل نموها بعد علفها بالسكر.
والسكر يحرض على نشوء الداء السكري واستيطانه بإنقاصه تحمل الجسم للغلوكوز وفي بعض الأحوال يمكن ان يؤدي الى رفع مستوى هرمون الأنسولين في الدم وفي احوال اخرى قد يعمل على هبوطه.
ويعمل السكر على زيادة مستوى الهرمونات التي تفرزها الغدة فوق الكلية (الغدة الكظرية) وما يتأتى عنها من ظهور علامات وعوارض لا تعد ولا تحصى في مختلف انحاء الجسم.
والسكر قد يقود الى تضخم الكبد بسبب دفعه على تكديس الشحوم فيه، كما يزيد من حجم الكلى معرضاً إياها لاضطرابات وظيفية، وإلى جانب هذا وذاك، يدمر السكر الأسنان ويخلق بلبلة في العيون ويحرض على الإسراع في استيطان تصلب الشرايين الذي يقود الى ازمات قلبية ودماغية
الملح
ان الملح يعتبر العدو الأكبر للصحة، فعلماء التغذية وضعوه نصب اعينهم وأعلنوا عليه حرباً مفتوحة على رغم انه يملك تاريخاً حضارياً حافلاً، ففي الماضي كان الملح يعتبر مموناً للقوى الجسدية والمعنوية وكان وسيلة مهمة في ايدي المشعوذي والسحرة من اجل تمرير خرافاتهم وطقوسهم، وكان المصريون القدامى ينظرون الى الملح نظرة خاصة ويوصون بنثره على المدن التي لحقها الدمار والخراب نتيجة الأوبئة والحروب، وفي بعض البلدان يعتبر الملح رمزاً للحظ السعيد.
صحيح ان الملح يملك جوانب ايجابية لا يمكن اغفالها او انكارها فهو حافظ للأغذية وفاتح للشهية ولهذا نراه يتصدر موائد الطعام في كل مكان كما انه يحتوي على عنصر الكلور والصوديوم وأهمية هذين العنصرين معروفة في الحفاظ على التوازن الحمضي القلوي في الدم وكذلك الحفاظ على توازن حسن توزع الماء في الخلايا وخارجها.
ولكن وعلى رغم كل الإيجابيات التي تنسب للملح، فهو في نظر العلماء مادة مدمرة للصحة لأن زيادته في الجسم تطلق العنان لمصائب شتى.
ان شحن الجسم بالملح يجبر الكلى على العمل فوق طاقتها للتخلص من الملح المتكوم عبر البول، ولكن المثابرة على دك الجسم بالملح سيعرض الكلية للإفلاس بحيث لا تقدر على التخلص من الفائض الملحي فيتجمع هذا مؤدياً عاجلاً ام آجلاً الى عوارض متنوعة، مثل التوتر العصبي – العضلي والصداع المستمر والقلق والضجر والكآبة، عدا هذا وذاك، فإن تكدس الملح يؤدي الى بلبلة في التوازن الحامضي – القلوي في الجسم بحيث يميل نحو الحموضة الأمر الذي يعرض البدن للحرمان من عناصر مهمة، من بينها معدن البوتاسيوم الذي يملك منافع جمة لعل اهمها الحفاظ على ضغط الدم ضمن الحدود الطبيعية. ان الولع في اكل الملح هو العامل المؤهب لارتفاع ضغط الدم.
المشروبات الغازية
الشيء الغريب ان هذه المشروبات انتشرت
انتشار النار في الهشيم وفي شكل يفوق التوقعات خصوصاً انها تحقق للشركات الصانعة ما لم تكن تحلم به يوماً من ارباح خيالية. والمضحك المبكي ان الدعاية لهذه المشروبات نراها امامنا اينما كانت وجهتنا، إلا ان الأمر الفاضح في الدعاية هو مضمونها الذي يصفها بأنها مشروبات صحية مع انها غير ذلك قولاً وفعلاً.
ان المشروبات الغازية ساهمت في القضاء على عادتين حسنتين هما شرب الحليب وشرب الماء مع انه ليس هناك ما يبرر مثل هاذ التصرف الأرعن، فلو حاولنا إلقاء نظرة فاحصة على محتويات المشروبات الغازية لوجدنا انها تحتوي في تركيبتها على جملة من المواد المشبوهة كالمحليات الصناعية والمواد الحافظة والمنكهات والملونات الى جانب غاز ثاني اوكسيد الكربون ومواد اخرى.
ان المحليات الصناعية باتت اليوم اكثر من أي وقت مضى محل شبهات واتهامات حملتها ابحاث ودراسات اجريت هنا وهناك، ان هذه المحليات ينتج عنها في الجسم مشتقات كيماوية تزرع آثاراً وأضراراً قد تكون خطيرة للغاية كالسرطان.
اما في شأن المواد الحافظة والمنكهات والملونات فهي مركبات لا يمكن طرحها والتخلص من جبروتها بسهولة، ومهما فعل الجسم وعمل للتخلص منها فإن بقاياها قد تظل عالقة فيه لتسبب عاجلاً ام آجلاً امراضاً قد لا يعرف سببها مع ان اصل هذه الأمراض هي تلك المواد اللعينة التي لا تخطر على البال إلا في ما ندر. ان المنكهات والملونات الكيماوية ما هي إلا وسيلة مبتذلة هدفها الأول والأخير منح المشروبات الغازية طعماً ولوناً ورائحة تجعل الناس يقبلون عليها وإلا لما اهتم بها احد.
اما في ما يتعلق بغاز ثاني اوكسيد الكربون فالغاية من اضافته هي جعل المشروب هاضماً، ولكن الحقيقة هيهات ان يكون كذلك، فكيف يكون المشروب الغازي هاضماً ما دام يفتح بوابتي المعدة غصباً عنها لطرد المحتويات من داخلها قبل ان يتم التعامل معها كما يجب.
ان غالبية الناس إن لم يكن كلهم يعتقدون ان تصريف الغازات من طريق الفم عقب تناول المشروب الغازي هو فعل هاضم وهذا الاعتقاد خاطئ من اساسه ومرفوض جملة وتفصيلاً.
والخطر الأكبر للمشروبات الغازية يكمن عند الأطفال والمراهقين فالإقبال المنقطع النظير عليها من قبل هؤلاء لا يعرضهم لوباء السمنة وحسب بل الى نقص الوارد الفيتاميني والمعدني خصوصاً الفيتامين A ومعدن الكلس والمغنيزيوم. إن حدوث عوز في الفيتامينات والمعادن سيكون له وقعاً سيئاً على نمو الأطفال والمراهقين.
وباختصار، لا للمبالغة باستهلاك السكر الأبيض وكذلك الأغذية المدعومة به لأن له من السيئات اكثر من الحسنات. وإذا كان الهدف من استعمال السكر التحلية (أي الحصول على المذاق الحلو) فهناك اغذية طبيعية تقوم بالمقام وحبة مسك. ولا للمبالغة في استهلاك الملح فهو عدو للصحة، ثم ان اضافته الى الطعام لا مبرر لها طالما ان الغذاء في حد ذاته يحتوي على ما يكفي المرء ويزيد. ولا للمشروبات الغازية التي تعج بإضافات لا هم لها سوى هدم الصحة وجعلها في مهب الريح!
منقووووووووووووول
السكر
ان استهلاك الناس للسكر آخذ في الاستفحال سنة بعد اخرى، فمثلاً قبل الحرب العالمية الثانية كان عصير الليمونادة يحتوي على 60 غراماً من السكر في الليتر الواحد، اما في ايامنا هذه فالكمية قفزت الى الضعف، وهناك من الأدلة ما يشير الى ان استهلاك السكر زاد بمعدل خمسة اضعاف ما كان عليه في العام 1900.
ان مساوئ السكر كثيرة والفاتورة التي يدفعها الإنسان لقاء استهتاره في اكله ثقيلة وطويلة، فالسكر «يقصف» الأعمار بتقصيره فترة الحياة، كما انه يؤدي الى نقص البروتينات لأنه يقف حجر عثرة امام استعمالها وامتثالها وامتصاصها فيزيولوجياً.
والسكر يعتبر الشرارة التي تفتح الطريق امام ارتفاع شحوم الدم، كالكوليسترول والغليسيريدات الثلاثية، الأمر الذي يقود الى تكدسها وتراكمها في الأوعية الدموية مسببة تضييقها وانسدادها.
والسكر يؤثر على النمو فالتجارب التي أنجزت على الحيوانات في المختبر جاءت ناطقة في هذا المجال، اذ قل معدل نموها بعد علفها بالسكر.
والسكر يحرض على نشوء الداء السكري واستيطانه بإنقاصه تحمل الجسم للغلوكوز وفي بعض الأحوال يمكن ان يؤدي الى رفع مستوى هرمون الأنسولين في الدم وفي احوال اخرى قد يعمل على هبوطه.
ويعمل السكر على زيادة مستوى الهرمونات التي تفرزها الغدة فوق الكلية (الغدة الكظرية) وما يتأتى عنها من ظهور علامات وعوارض لا تعد ولا تحصى في مختلف انحاء الجسم.
والسكر قد يقود الى تضخم الكبد بسبب دفعه على تكديس الشحوم فيه، كما يزيد من حجم الكلى معرضاً إياها لاضطرابات وظيفية، وإلى جانب هذا وذاك، يدمر السكر الأسنان ويخلق بلبلة في العيون ويحرض على الإسراع في استيطان تصلب الشرايين الذي يقود الى ازمات قلبية ودماغية
الملح
ان الملح يعتبر العدو الأكبر للصحة، فعلماء التغذية وضعوه نصب اعينهم وأعلنوا عليه حرباً مفتوحة على رغم انه يملك تاريخاً حضارياً حافلاً، ففي الماضي كان الملح يعتبر مموناً للقوى الجسدية والمعنوية وكان وسيلة مهمة في ايدي المشعوذي والسحرة من اجل تمرير خرافاتهم وطقوسهم، وكان المصريون القدامى ينظرون الى الملح نظرة خاصة ويوصون بنثره على المدن التي لحقها الدمار والخراب نتيجة الأوبئة والحروب، وفي بعض البلدان يعتبر الملح رمزاً للحظ السعيد.
صحيح ان الملح يملك جوانب ايجابية لا يمكن اغفالها او انكارها فهو حافظ للأغذية وفاتح للشهية ولهذا نراه يتصدر موائد الطعام في كل مكان كما انه يحتوي على عنصر الكلور والصوديوم وأهمية هذين العنصرين معروفة في الحفاظ على التوازن الحمضي القلوي في الدم وكذلك الحفاظ على توازن حسن توزع الماء في الخلايا وخارجها.
ولكن وعلى رغم كل الإيجابيات التي تنسب للملح، فهو في نظر العلماء مادة مدمرة للصحة لأن زيادته في الجسم تطلق العنان لمصائب شتى.
ان شحن الجسم بالملح يجبر الكلى على العمل فوق طاقتها للتخلص من الملح المتكوم عبر البول، ولكن المثابرة على دك الجسم بالملح سيعرض الكلية للإفلاس بحيث لا تقدر على التخلص من الفائض الملحي فيتجمع هذا مؤدياً عاجلاً ام آجلاً الى عوارض متنوعة، مثل التوتر العصبي – العضلي والصداع المستمر والقلق والضجر والكآبة، عدا هذا وذاك، فإن تكدس الملح يؤدي الى بلبلة في التوازن الحامضي – القلوي في الجسم بحيث يميل نحو الحموضة الأمر الذي يعرض البدن للحرمان من عناصر مهمة، من بينها معدن البوتاسيوم الذي يملك منافع جمة لعل اهمها الحفاظ على ضغط الدم ضمن الحدود الطبيعية. ان الولع في اكل الملح هو العامل المؤهب لارتفاع ضغط الدم.
المشروبات الغازية
الشيء الغريب ان هذه المشروبات انتشرت
انتشار النار في الهشيم وفي شكل يفوق التوقعات خصوصاً انها تحقق للشركات الصانعة ما لم تكن تحلم به يوماً من ارباح خيالية. والمضحك المبكي ان الدعاية لهذه المشروبات نراها امامنا اينما كانت وجهتنا، إلا ان الأمر الفاضح في الدعاية هو مضمونها الذي يصفها بأنها مشروبات صحية مع انها غير ذلك قولاً وفعلاً.
ان المشروبات الغازية ساهمت في القضاء على عادتين حسنتين هما شرب الحليب وشرب الماء مع انه ليس هناك ما يبرر مثل هاذ التصرف الأرعن، فلو حاولنا إلقاء نظرة فاحصة على محتويات المشروبات الغازية لوجدنا انها تحتوي في تركيبتها على جملة من المواد المشبوهة كالمحليات الصناعية والمواد الحافظة والمنكهات والملونات الى جانب غاز ثاني اوكسيد الكربون ومواد اخرى.
ان المحليات الصناعية باتت اليوم اكثر من أي وقت مضى محل شبهات واتهامات حملتها ابحاث ودراسات اجريت هنا وهناك، ان هذه المحليات ينتج عنها في الجسم مشتقات كيماوية تزرع آثاراً وأضراراً قد تكون خطيرة للغاية كالسرطان.
اما في شأن المواد الحافظة والمنكهات والملونات فهي مركبات لا يمكن طرحها والتخلص من جبروتها بسهولة، ومهما فعل الجسم وعمل للتخلص منها فإن بقاياها قد تظل عالقة فيه لتسبب عاجلاً ام آجلاً امراضاً قد لا يعرف سببها مع ان اصل هذه الأمراض هي تلك المواد اللعينة التي لا تخطر على البال إلا في ما ندر. ان المنكهات والملونات الكيماوية ما هي إلا وسيلة مبتذلة هدفها الأول والأخير منح المشروبات الغازية طعماً ولوناً ورائحة تجعل الناس يقبلون عليها وإلا لما اهتم بها احد.
اما في ما يتعلق بغاز ثاني اوكسيد الكربون فالغاية من اضافته هي جعل المشروب هاضماً، ولكن الحقيقة هيهات ان يكون كذلك، فكيف يكون المشروب الغازي هاضماً ما دام يفتح بوابتي المعدة غصباً عنها لطرد المحتويات من داخلها قبل ان يتم التعامل معها كما يجب.
ان غالبية الناس إن لم يكن كلهم يعتقدون ان تصريف الغازات من طريق الفم عقب تناول المشروب الغازي هو فعل هاضم وهذا الاعتقاد خاطئ من اساسه ومرفوض جملة وتفصيلاً.
والخطر الأكبر للمشروبات الغازية يكمن عند الأطفال والمراهقين فالإقبال المنقطع النظير عليها من قبل هؤلاء لا يعرضهم لوباء السمنة وحسب بل الى نقص الوارد الفيتاميني والمعدني خصوصاً الفيتامين A ومعدن الكلس والمغنيزيوم. إن حدوث عوز في الفيتامينات والمعادن سيكون له وقعاً سيئاً على نمو الأطفال والمراهقين.
وباختصار، لا للمبالغة باستهلاك السكر الأبيض وكذلك الأغذية المدعومة به لأن له من السيئات اكثر من الحسنات. وإذا كان الهدف من استعمال السكر التحلية (أي الحصول على المذاق الحلو) فهناك اغذية طبيعية تقوم بالمقام وحبة مسك. ولا للمبالغة في استهلاك الملح فهو عدو للصحة، ثم ان اضافته الى الطعام لا مبرر لها طالما ان الغذاء في حد ذاته يحتوي على ما يكفي المرء ويزيد. ولا للمشروبات الغازية التي تعج بإضافات لا هم لها سوى هدم الصحة وجعلها في مهب الريح!
منقووووووووووووول